النباتات المعدلة وراثياً .. الحقيقة والخيال

ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات مضللة حول الكائنات المعدلة وراثيًا (GMOs)، يدعي مُنشروها خطورتها وسميتها، رغم افتقارهم لفهم أساسي لعلم الأحياء وعمليات التعديل الوراثي. يخلطون بين التعديل الوراثي والتهجين التقليدي، حيث يعتمد الأخير على التزاوج العشوائي بين النباتات للحصول على صفات مرغوبة، بينما يركز التعديل الوراثي على إدخال أو إزالة جينات محددة بدقة عالية، مما يُعزز مقاومة الآفات، وتحمل الظروف القاسية، ويُحسّن القيمة الغذائية. على الرغم من هذا، فإن عدد المحاصيل المعدلة وراثيًا محدودًا جدًا، ولا يشمل القمح والشعير والشوفان، على عكس ما يُشاع. يُعتبر التعديل الوراثي عملية دقيقة، تخضع لرقابة صارمة واختبارات سلامة، على عكس ما يُروّج له من أنه "غير طبيعي" أو "عشوائي". تُشير المخاوف المنتشرة حول اندماج حمض نووي للكائنات المعدلة وراثيًا مع الحمض النووي البشري إلى جهل علمي، فالحمض النووي يتحلل في الجهاز الهضمي إلى وحدات صغيرة لا تندمج في جينوم الإنسان. أخيرًا، خضعت الكائنات المعدلة وراثيًا لأبحاث ودراسات مكثفة، وأكدت جهات علمية عالمية، بما فيها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة، سلامتها وتشابهها مع نظيراتها التقليدية.

1
من نهاية الإنسان إلى نهاية الفرد..

يتناول النص مسألة "نهاية الإنسان" من خلال مناظير فلسفية وعلمية مختلفة، بدءًا من اقتباس عن روبرت وارن يطرح إشكالية معرفة الإنسان لما ينقذه أو يُهلكه. ثم ينتقل للحديث عن "حقبة ما بعد الحداثة" التي سادت خلال العقود الأخيرة، والتي تميزت بإعلان موت النماذج التفسيرية الكبرى، مثل موت الإله، وموت المؤلف، ونهاية التاريخ. يُبرز النص كتاب فرانسيس فوكوياما "مستقبلنا ما بعد الإنساني"، الذي يحذر من عواقب الثورة البيوتكنولوجية على طبيعة الإنسان، موضحًا أن التلاعب بالجينات قد يقوض مفاهيم أساسية كحقوق الإنسان والكرامة. ويُقارن ذلك بكتاب فوكوياما السابق "نهاية التاريخ والإنسان الأخير". يُذكر ميشيل فوكو الذي تحدث عن "نهاية الإنسان" كموضوع علمي إبستيمولوجي، مُميزًا ذلك عن رؤية فوكوياما التي تتحدث عن نهاية الجنس البشري كما نعرفه. يتطرق النص كذلك لكتاب غاسبار كوينغ "نهاية الفرد"، الذي يحذر من تأثير الذكاء الاصطناعي على استقلالية الفرد وحرية الاختيار، موضحًا كيف أن الخوارزميات تُسيطر على قرارات الأفراد وتُهدد خصوصياتهم. ويُشير إلى تحذيرات سابقة من فلاسفة كفلاسفة مدرسة فرانكفورت وزيجمونت باومان حول اغتراب الإنسان وتشييء العلاقات الاجتماعية بسبب التكنولوجيا. باختصار، يقدم النص عرضًا لوجهات نظر مختلفة حول "نهاية الإنسان"، سواء من منظور بيولوجي مع فوكوياما، أو من منظور فلسفي مع فوكو وكوينغ، مُسلطًا الضوء على المخاطر المحتملة للتكنولوجيا على طبيعة الإنسان وحرية الفرد.

1